للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكف عدوانه وإزالة ظلمه على المسلمين بكل ما يستطاع من القوة عملا بقول الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (١) وقوله سبحانه: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} (٢) الآية فإذا كانت الفئة الباغية المؤمنة يجب قتلها حتى تفيء إلى أمر الله وترجع عن ظلمها. فقتال الفئة الكافرة الباغية مثل صدام وأتباعه من البعثيين وغيرهم أولى بالقتال، حتى يفيئوا إلى الحق ويرجعوا عن الظلم.

وبما ذكرنا يعلم أن اليهود لهم شأن آخر، واجب مستقل. وعدوان هذا الظالم على الكويت عدوان مستقل يجب أن يصد ويقاتل أولا، ويتخلص منه.

ولا يجوز أن يكون تقصير المسلمين في الجهاد مع الفلسطينيين، ضد اليهود مسوغا لخذلانهم في جهاد عدو الله صدام الذي هو أكفر من اليهود والنصارى، وأضل منهم. . . وقد اعتدى على شعب آمن، ثم عزم على الاعتداء على بقية دول الخليج، ونواياه الخبيثة معلومة، وشره معلوم، وقتاله متعين. فإذا صدقت العزائم، وهدى الله الجميع، وأعانهم سبحانه على قتال صدام وجنده، وصدهم عن عدوانهم، واستنقاذ الكويت من أيديهم، ففي إمكانهم إن شاء الله أن يجاهدوا اليهود، ويستنقذوا القدس من أيديهم، وذلك جهاد آخر، وواجب آخر.

كما أنه يجب على المسلمين أن يجاهدوا غير اليهود من الكفرة، إذا استطاعوا ذلك حتى يدخلوا في دين الله أفواجا، أو يؤدوا الجزية إن كانوا من أهلها كما قال عز وجل: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (٣) وقال سبحانه: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (٤) فالمسلمون عليهم أن يقاتلوا


(١) سورة الأنفال الآية ٣٩
(٢) سورة الحجرات الآية ٩
(٣) سورة الأنفال الآية ٣٩
(٤) سورة التوبة الآية ٢٩