للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أول أركان الإسلام وهو شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وهذه الحكمة تتجلى في عبارة واحدة هي أن تحرر الإنسان منوط بتوحيد الديان، وبيان ذلك أن العقيدة هي " لب الدين وأصل الشريعة" (١) وقد أتت الرسل بالتوحيد لإبعاد الناس عن عبادة الطاغوت (٢)، وتهيئة نفوسهم وعقولهم لتقبل الحقيقة الأبدية وهي الوحدانية (٣) التي ما أتى رسول إلا ليدعو إليها (٤). من خلال شهادة أن لا إله إلا الله واقترنت في رسالة خاتم المرسلين بأن محمدا رسول الله، وبالنطق بالشهادتين لا يعبد الإنسان إلا خالقا واحدا ولا يكون عبدا إلا للخلاق العليم، ومن عبد الله لم يعبد أبدا من سواه من مخلوقات، فالله سبحانه وتعالى خالق كل شيء وما سواه مخلوق، وإذا كان كل مخلوق يعبد الخلاق فإنه يستحيل على مخلوق يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أن يركع لغير الله أو يعبد غير الله أو يوحد غير الله، وعندئذ تتحقق الحرية الكاملة لكل البشر، فالكل عباد الله وفيما عدا ذلك تشيع بينهم قاعدة المساواة فلا تفاضل إلا بالتقوى.


(١) الشيخ مناع بن خليل القطان في تقديم فضيلته للكتاب لنا بعنوان قل هو الله أحد، ص ١.
(٢) سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه، ط ٥ (١٤٠٩هـ)، ص ٧.
(٣) الإمام البيهقي، الاعتقاد، (نشر حديث أكاديمي) باكستان، ص ٦.
(٤) انظر مؤلفات شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، القسم الأول، العقيدة والآداب الإسلامية، ص ٩.