لنفس المسلم من أدران الشح، وتدريب له على حب الإنفاق في سبيل الله والبذل؛ طلبا لمرضاته، بما يعنيه ذلك من صفاء نفس المالك صفاء يجعله يتخلق بأخلاق الإسلام، ويشكر نعمة الملك العلام، فيعالج قلبه من حب الدنيا، فيجلب محبة الآخرين، ويطهر ماله بعد أن طهر نفسه بالزكاة وزكاها، نائيا عن الحرام: فالزكاة لا تطهر مالا حراما، وإنما تنمي المال الحلال وحده. كذلك فإن الزكاة تحرر نفس المحتاج من ذل الحاجة، وتنأى به عن مجرد حسد النعمة التي فضل الله بها غيره أو حتى مجرد الإحساس ببغضه، وكيف يبغض محتاج من أعطاه مفاتيح التضامن الاجتماعي والتكافل الإنساني انطلاقا من شرع رباني جعل الزكاة شرعا ملزما منظما لا يعتمد على مجرد التطوع، بل ترتكز على دعم الأسس الروحية للمجتمع وهي أسس تهدف إلى الارتفاع بالفقراء ليقتربوا من مكان الأغنياء، فتحارب تسولهم، وتربيهم على العمل المنتج حتى يكونوا معطين لا متلقين، وبذا تتحقق الأخوة الإسلامية الحقة من خلال شرع إلهي حكيم جعل شكر نعمة المال أحد المظاهر الأساسية لركن من أركان الإسلام ألا وهو الزكاة.