الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد. .
فإنه من المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ترك المسلمين على المحجة البيضاء لكن نتيجة بعض العوامل داخل الدولة الإسلامية وخارجها حدث الخلاف بين المسلمين في بعض المسائل: منها ما حسم في حينه، كاختلافهم في الخلافة وموضع دفنه عليه الصلاة والسلام، ومنها ما بقي حتى انقرض وانتهى، ومنها ما هو باق إلى الآن، وإن من أشهر المسائل التي اختلف فيها مسألة القدر. فقد انقسم الناس فيها إلى غلاة في الإثبات، وهم من يسمون بالجبرية، وإلى غلاة في النفي، وهم من يسمون بالقدرية. وإلى متوسطين، وهم أهل السنة والجماعة.
ونظرا لأهمية بيان وسطية أهل السنة في هذه المسألة، وانحراف الفرق المخالفة، فقد رأيت أن أكتب بحثا موجزا يتلخص فيما يلي:
الفصل الأول: في التعريف بالقدر ومراتبه.
الفصل الثاني: في انقسام الناس في القدر. وفيه مباحث:
المبحث الأول: الذين غلوا في إثبات القدر.
المبحث الثاني: الذين غلوا في نفي القدر.
(١) ورد تعريف بالكاتب في العدد " ٢٩ " ص ٣١٤ من مجلة البحوث الإسلامية.