للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المرتبة الأولى: وهي الإيمان بعلم الرب سبحانه وتعالى المحيط بكل شيء، فإنه سبحانه علم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون.

ومن ذلك الخلق فإنه سبحانه علم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم وعلم أرزاقهم وآجالهم وأحوالهم وأعمالهم وشقاوتهم وسعادتهم ومن هو منهم من أهل الجنة، ومن هو منهم من أهل النار من قبل أن يخلقهم ومن قبل أن يخلق الجنة والنار علم كل ذلك بعلمه الذي هو صفته ومقتضى اسمه العليم الخبير.

وهذه المرتبة قد اتفق عليها الرسل عليهم الصلاة والسلام من أولهم إلى خاتمهم، واتفق عليها جميع السلف ومن تبعهم ولم يخالف فيها إلا مجوس (١) هذه الأمة.

وإليك بعض الأدلة من الكتاب والسنة التي تقرر هذه المرتبة:

أولا: الأدلة من الكتاب: قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (٢). وقال تعالى: {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (٣). وقال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا} (٤) الآية.

ثانيا: الأدلة من السنة. ومن ذلك ما يلي:

١ - ما روي عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله، لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس


(١) القدرية الأولى الغلاة منهم وسيأتي التعريف بهم قريبا - إن شاء الله.
(٢) سورة البقرة الآية ٣٠
(٣) سورة آل عمران الآية ٢٩
(٤) سورة الأنعام الآية ٥٩