للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثانيا: الأدلة من السنة:

روى البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي عن علي رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس وجعل ينكت بمخصرته ثم قال: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة، فقالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا؟ فقال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فسيصير لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاوة فسيصير لعمل أهل الشقاء ثم قرأ (٤)».

وروى مسلم عن جابر بن عبد الله قال: «جاء سراقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيم العمل اليوم، أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، أم فيما نستقبل؟ قال: " لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير "، قال: ففيم العمل؟ قال: " اعملوا فكل ميسر لما خلق له وكل عامل بعمله (٥)».

وروى الإمام أحمد والترمذي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: «كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فقال لي: يا غلام إني معلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الأقلام وجفت الصحف (٦)».


(١) انظر: جامع الأصول حديث ٧٥٧٩، جـ١٠، ص ١١٠.
(٢) سورة الليل الآية ٥ (١) {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}
(٣) سورة الليل الآية ٦ (٢) {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}
(٤) سورة الليل الآية ٧ (٣) {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}
(٥) رواه مسلم في القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه برقم ٢٦٤٨. وانظر: جامع الأصول حديت ٧٥٨٠، جـ ١٠، ص ١١٢.
(٦) هذا القدر أخرجه الترمذي برقم ٢٥٨ في صفة القيامة، باب رقم ٦٠ وقال: هذا حديث حسن صحيح. والحديث أو نحوه في مسند الإمام أحمد برقم ٢٦٦٩، و ٢٧٦٣، و ٢٨٠٤ وهو حديث صحيح. انظر: جامع الأصول حديث رقم ٩٣١٥.