للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى إياه ليس لعدم قدرته عليه (١).

وأدلة هذه المرتبة كثيرة من الكتاب والسنة والإجماع.

فمن الكتاب: قوله تعالى:. . . {كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} (٢). وقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً} (٣) الآية. وقال تعالى عن نوح أنه قال لقومه. . . {إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ} (٤) الآية. وقال أبو الأنبياء لقومه. . . {وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} (٥) الآية.

ومن السنة: قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري: «اشفعوا لتؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء (٦)».

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يكلمه في بعض الأمر، فقال الرجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت. فقال صلى الله عليه وسلم: أجعلتني والله عدلا؟ بل ما شاء الله وحده (٧)».

وفي حديث النواس بن سمعان سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من قلب إلا


(١) انظر: معارج القبول ص٩٤٠، وشفاء العليل ص ٤٤.
(٢) سورة آل عمران الآية ٤٠
(٣) سورة هود الآية ١١٨
(٤) سورة هود الآية ٣٣
(٥) سورة الأنعام الآية ٨٠
(٦) رواه البخاري جـ١٠/ ٣٧٦ في الأدب باب قوله تعالى: (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها)، ومسلم برقم ٢٦٢٧ في البر باب استحباب الشفاعة، وأبو داود برقم ٥١٣١ في الأدب في الشفاعة، والترمذي برقم ٢٦٧٤ في العلم باب الدال على الخير كفاعله، والنسائي جـ٥/ ٧٨ في الزكاة باب الشفاعة في الصدقة، وأحمد جـ٤/ ٤٠٠، ٤٠٣. وانظر: جامع الأصول حديث ٤٨٠٧، وشفاء العليل ص ٤٤.
(٧) رواه أحمد جـ١/ ٢١٤، ٢٢٤، ٢٨٣، ٣٤٧، والحاكم عن ابن عباس. انظر: كنز العمال جـ٣، حديث ٨٣٧٧، وشفاء العليل ص٤٥.