للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الأوزاعي: أول من نطق بالقدر رجل من أهل العراق يقال له سوسن كان نصرانيا فأسلم ثم تنصر فأخذ عنه معبد الجهني وأخذ غيلان عن معبد.

وقيل: بل أول من تكلم فيه معبد (١) بن عبد الله بن عويمر قاله السمعاني وبعض علماء الأشاعرة (٢).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقد روي أن أول من ابتدعه بالعراق رجل من أهل البصرة يقال له سيسويه من أبناء المجوس وتلقاه عنه معبد الجهني (٣).

والأظهر: أن أول من تكلم في القدر معبد الجهني لكنه قاله متأثرا ببعض العناصر غير المسلمة كالنصارى والمجوس. وعن معبد الجهني أخد غيلان بن مسلم القبطي. وعلى يديه كان نشر هذه البدعة.

ونظرا لإفراط معبد وأصحابه - وهم القدرية الأولى - في نفي القدر، إذ أنهم لم يقفوا عند القول بأن العبد يخلق فعل نفسه فحسب، بل تطرفوا حتى نفوا القدر بمعنى العلم والتقدير. فيروى عن معبد أنه كان يقول: (لا قدر والأمر أنف) (٤) أي مستأنف. ولرفض الصحابة والتابعين هذه البدعة، وتحذيرهم (٥) من اتباعها، ولوقوف الدولة الإسلامية منهم الموقف الحازم، إذ نرى الخليفة عبد الملك بن مروان يأمر بقتل معبد الجهني (٦). ونرى الخليفة


(١) لم أقف له على ترجمة.
(٢) لوامع الأنوار البهية جـ١، ص ٢٩٩.
(٣) الفتاوى جـ ٧، ص ٣٨٤.
(٤) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب القدر، جـ١، ص ١٥٠ - ١٥٦.
(٥) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب القدر، جـ١، ص ١٥٦، ولوامع الأنوار البهية جـ١، ص ٢٩٩ - ٣٠٠.
(٦) انظر: الأعلام جـ ٧، ٢٦٤.