للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الفتوى رقم ٩٥٢٩

س: أنا بحمد الله أميل إلى الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وبالسلف الصالح، غير أني قد جلست في بعض الجلسات والحضرات الصوفية، من باب العلم بالشيء، وهالني أن رأيتهم يقومون بحركات ورقصات لا تتفق، في أسوأ الأوضاع، مع وقار الإنسان وحيائه وهيبته. ثم هم يقومون بتأويل أشياء ثابتة، ويركزون جل أعمالهم على تعذيب النفس بوسائل شتى، والعبادة عندهم تعتمد في أكثرها على الذكر، كما أنهم يكثرون من ذكر الأولياء والصالحين، والاعتقاد فيهم، أكثر مما يفعلون مع الله ورسوله، كما أن لهم بعض الآراء، وأكثر هذه الآراء ينهش في السلف الصالح المتمسك بسنة رسوله حق التمسك، على أن لهم بعض الآراء التي تتفق وصحيح السنة، وكما فهمها السلف الصالح، وقد جلست مع هؤلاء القوم أكثر من مرة؛ لمحاولة معرفة خبايا هذا العالم، وأكثر هؤلاء القوم من فئات اجتماعية ممتازة؛ فمنهم أساتذة الجامعة والأطباء والمهندسون والموظفون، ومنهم أناس عاديون، وبهم شباب كثيرون أيضا.

فهل أأثم بالجلوس معهم رغم ما أسلفت. .؟ كما أرجو من فضيلتكم أن توضحوا الصورة حول هذه المذاهب الصوفية واعتقاداتها، خاصة أنها أصبحت تتخذ صورا منظمة، ذات هيئات ومنظمات معترف بها من قبل الدولة.

الحمد الله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. وبعد:

جـ: المعروف عن جميع طوائف الصوفية وفرقهم أنهم يذكرون الله أذكارا بدعية، فيرقصون ويترنحون ويتمايلون يمنة ويسرة وأعلى وأسفل، ويسمون الله في ذكرهم بغير ما سمى به نفسه، وبغير ما سماه رسوله صلى الله عليه وسلم؛ مثل: هو هو هو، ومثل آه آه، ويذكرونه بالاسم؛ مثل: الله الله الله، وبما يسمونه الذكر القلبي كما يفعله النقشبندية، ويذكرونه بما ذكر جماعة بصوت واحد، ويستغيثون في أذكارهم بالأموات والغائبين؛ فيقولون: مدد يا أبا