للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا كان مستكرها في الشعر، فكيف في القرآن، الذي هو معجز في الفصاحة، قالوا والذي حمل ابن عامر على هذه القراءة أنه رأى بعض المصاحف (شركائهم) مكتوبا بالياء، ولو قرأ بجر الأولاد والشركاء؛ لأجل أن الأولاد شركاؤهم في أموالهم، لوجد في ذلك مندوحة عن هذا الارتكاب (١).

والكلمات بألفاظها قالها الإمام الزمخشري (٢)، ولم يعزها إليه، والعجيب، في ذلك كما أسلفنا، أنه في مواضع عديدة، من تفسيره، قرر أن المقاييس اللغوية لا يعتد بها منع ثبوت تواتر القراءة، وهو القائل: " وإن حمزة لم يأت بالقراءة من عند نفسه " (٣).

وهو القائل: " إن القراءة المتواترة حجة بالإجماع " (٤)، فيم نفسر سكوته هذا، ولأي شيء نعزي فساد ما أصلح في بعض الأحيان؟ إن اضطراب كلامه في القراءات يدل على أنه ليس له باع طويل في القراءات، كما هو شأن أبي حيان في دفاعه، وهو ما سنثني في ذكره.


(١) تفسيره ج ١/ ٧٣.
(٢) الكشاف ٢/ ٥٤.
(٣) مفاتيح الغيب ٦/ ٧٣.
(٤) مفاتيح الغيب ٦/ ٧٣.