للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الموصلي في شرحه: " الألفاف: الأشجار الملتفة بعضها على بعض (١).

لفت: غطت وسترت " (٢).

قال أبو شامة في شرحه على الشاطبية: " وحسن استعارة الألفاف هنا بعد قوله: فأجنت الالتفاف المعاني فيها والأبيات، كأن كل بيت ملتف بما قبله وبعده؛ لتعلق بعضها ببعض وانضمامه إليه، فتلك الألفاف نشرت فوائد زيادة، على ما في كتاب التيسير من زيادة وجوه، أو إشارة إلى تعليل أو زيادة أحكام، وغير ذلك مما يذكره في مواضعه، ومن جملة ذلك جميع باب مخارج الحروف.

ثم بعد هذا استحيت أن تفضل على كتاب التيسير، استحياء الصغير من الكبير، والمتأخر من المتقدم، وإن كان الصغير فائقا والمتأخر زائدا، والذي لفت به وجهها: أي سترته هو الرمز؛ لأنها به كأنها في ستر " (٣).

قال الشاطبي رحمه الله:

وناديت اللهم يا خير سامع ... أعذني من التسميع قولا ومفعلا (٤)

قال أبو شامة في شرحه: " كأن الناظم رحمه الله لما مدح نظمه بأمدحة - خاف أن يكون في ذلك تسميع، فاستعاذ بالله سبحانه وتعالى " (٥).

وقال الجعبري: " لما مدح نظمه - خاف من مكر النفس، فدعا الله تعالى أن يعصمه من أن يكون قوله أو عمله للسمعة، فيضيع سعيه، وأشار إلى ما روي: «من سمع الناس سمع الله به خلقه وصغره وحقره (٦)».

وأخرج البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم (٧): «من سمع سمع الله به، ومن راءى راءى الله به (٨)» (٩).


(١) من ذلك قول الحق سبحانه وتعالى " وجنات ألفافا " سورة النبأ. الآية: ١٦.
(٢) شرح شعلة: ٤٥.
(٣) إبراز المعاني: ٥١.
(٤) حرز الأماني: ٦.
(٥) إبراز المعاني: ٥٢.
(٦) مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٦٢).
(٧) فتح الباري باب الرياء والسمعة: ١١/ ٣٣٦.
(٨) صحيح البخاري الرقائق (٦٤٩٩).
(٩) كنز المعاني مخطوط لوحة: ٦٤.