للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النقباء الذين بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صحبتهم، أو على أثرهم إلى المدينة ليقرئ المسلمين ويصلي بهم.

ولا يحفى تكلف هذا الجمع على أن كلام البيهقي هذا قد يدل على ثبوت هذا الحديث عنده أو حسنه وصلاحيته (١) للحجة، إذ لو لم يكن كذلك لما احتاج إلى الجمع بينهما، بل كان يكتفي بتضعيفه (٢) عن الجمع بينهما وإن كان حديث كعب أصح إسنادا.

الحادي عشر: ما قاله الإمام الحافظ السهيلي: أن تجميع الصحابة كان قبل فرضها، وتسميتهم إياها بهذا الاسم كان عن هداية من الله تعالى لهم قبل أن يؤمروا بها، ثم نزلت سورة الجمعة بعد أن هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستقر فرضها (٣).

وهذا قول الأكثر من العلماء: أنه لم ينزل فرض الجمعة إلا بعد الهجرة إلى المدينة. / كما حكاه في الفتح عن الأكثر، وحكى عن الشيخ أبي حامد، يعني الإسفرائيني (٤) أنها فرضت بمكة. [٨ / ب]

قال الحافظ: وهو غريب (٥). كذا قال تلميذه الكوراني في شرحه للبخاري، بعد أن حكى قول أبي حامد. وهو غير ظاهر.

ثم ذكر السهيلي: عن الحافظ عبد بن حميد - شيخ مسلم، وأبي داود،


(١) (ط): وصلاحية. تحريف.
(٢) (ط): بضعفه.
(٣) السهيلي، الروض الأنف ٤/ ١٠٠.
(٤) أحمد بن محمد بن أحمد، حافظ فقيه، من كبار الشافعية ت ٤٠٦ طبقات الشافعية ٤/ ٦١.
(٥) ابن حجر، فتح الباري ٢/ ٣٥٤.