للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من ذكور وإناث، وعرب وعجم، وجن وإنس أن يعبدوا الله ويتقوه ويلتزموا بالإسلام.

كما أن على المسلمين الذين من الله عليهم بالإسلام أن يستقيموا على دينهم، وأن يثبتوا عليه وأن يتفقهوا فيه حتى يؤدوا ما أوجب الله عليهم على بصيرة وحتى يتركوا ما حرم الله عليهم على بصيرة.

وعلى أهل العلم أين ما كانوا أن يدعوا إلى الله وأن يفقهوا الناس في دين الله؛ لأنهم خلفاء الرسل عليهم الصلاة والسلام والرسل بعثوا ليعلموا الناس ويرشدوهم ويدعوهم إلى الحق وينذروهم من الشرك بالله ومن سائر المعاصي، وعلى علماء الإسلام أين ما كانوا في جميع أقطار الأرض عليهم أن يعلموا الناس وأن يبلغوا الناس دينهم، وأن يشرحوا لهم ما قد يخفى عليهم طاعة لله ولرسوله وأداء لواجب النصيحة، وتبليغا لرسالة الله التي بعث بها نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام، وعلى المدعوين المبلغين أن يستجيبوا لأمر الله ورسوله وأن يتفقهوا في دينهم ويسألوا عما أشكل عليهم وأن يعبدوا الله وحده بالإخلاص له سبحانه وتعالى كما قال عز وجل: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (١)، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (٢)، وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} (٣)، ويقول سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٤)، فالجميع خلقوا لهذا الأمر وأمروا به من جهة الله ومن جهة الرسول عليه الصلاة والسلام، فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما بعثه الله بلغ الناس وقال: «يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا (٥)»، ودعا قومه قبل كل أحد دعاهم إلى أن يعبدوا الله وأن يدعوا الشرك الذي كانوا عليه من عبادة الأصنام والأشجار


(١) سورة البينة الآية ٥
(٢) سورة البقرة الآية ٢١
(٣) سورة النساء الآية ١
(٤) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٥) مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٤٩٢).