للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومراكب ومساكن إلى غير ذلك من النعم، وقال الله سبحانه وتعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} (١). سخر لنا سبحانه ما في السماوات والأرض من الأمطار والنجوم والشمس والقمر ومما في الأرض من النعم، وما ينزله علينا جل وعلا من السماء من رزق، كل ذلك من رحمته لنا وإحسانه إلينا جل وعلا.

فالواجب علينا أن نشكره سبحانه والشكر يكون بطاعة الأوامر وترك النواهي لا بمجرد الكلام؛ لأن الشكر يكون بالكلام وبالفعل وبالقلب، قال تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا} (٢)، وقال سبحانه: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} (٣). قال سبحانه: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (٤)، فالشكر يكون بالقلب واللسان والعمل كما قال الشاعر:

أفادتكم النعماء مني ثلاثة ... يدي ولساني والضمير المحجب

فالنعمة تشكر باليد وباللسان وبالقلب يشكر الله بمحبته وتعظيمه والإخلاص له في جميع العبادات وفي جميع الطاعات له سبحانه وتعالى، فلا نعبد معه سواه جل وعلا ونشكره بالكلام بحمده والثناء عليه والدعوة إلى سبيله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسائر ما شرع الله من الكلام، ونشكره بالفعل بأداء الواجبات من صلاة وزكاة وصوم وحج وغير ذلك، وترك ما نهى عنه من المحرمات القولية والفعلية هكذا يكون الشكر منا لربنا سبحانه وتعالى، فوصيتي لنفسي وللحاضرين جميعا من أطباء وطبيبات وممرضين وممرضات ومرضى وإخواني الحضور وجميع المسئولين وصيتي للجميع أن نتقي الله في السر والعلن؛ لأنه القائل سبحانه: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ} (٥)، وهو القائل عز وجل


(١) سورة الجاثية الآية ١٣
(٢) سورة سبأ الآية ١٣
(٣) سورة البقرة الآية ١٥٢
(٤) سورة إبراهيم الآية ٧
(٥) سورة البقرة الآية ١٩٧