للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

س: هل تعتقدون أن عمر وأبا بكر وعثمان هم أحق من علي بالخلافة بعد النبي أم علي أحق منهم؟

جـ: هذا شيء يعلمه الله تعالى، ولكن نحن نعتقد بأن العمر محتوم عملا بالآية: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} (١) وحيث إن أبا بكر وعمر وعثمان توفوا في حياة علي فلو ولي علي الخلافة بعد النبي لكان أبا بكر وعمر وعثمان توفوا في حياته ولم يتسن لهم تأدية رسالتهم إلى الأمة لذلك قضت مشيئة الله عز وجل بما قضت حتى يؤدي كل واحد منهم رسالته في حينها خدمة للأمة بتقدير من الله عز وجل.

حاد الدرزي عن الجواب على هذا السؤال (١٨) فقال (الله أعلم) ولزم التقية كما هو دأبه ودأب قومه في إخفاء حقيقة مذهبهم على من ليس منهم ثم فلسف تأخير خلافة علي عن الثلاثة الخلفاء فلسفة ملتوية فذكر أن الله علم أن الثلاثة سيموتون قبل علي فجعل خلافتهم قبل خلافته ليؤدي كل منهم رسالته خدمة للأمة ولو تولى علي الخلافة قبلهم لم يتسن لهم أن يتولوها لوفاتهم قبله فاقتضت مشيئة الله أن يكون واقع الخلافة كونا على الترتيب المعروف وفي هذه الفلسفة حيدة عن الجواب عما سئل عنه من الحكم الشرعي إلى بيان ما زعمته حكمة للترتيب الكوني مع ذلك فجوابه مناقض لعقيدتهم في الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم فإنهم يسبون الثلاثة ويؤلهون عليا فالجواب كله حيدة ومواربة وتطبيق لمبدأ التقية، ويفهم من كلامه أن تولي الخلفاء الثلاثة الخلافة قبل علي لم يكن لفضلهم عليه وإنما كان لأمر كوني اقتضته مشيئة الله وهذا خلاف ما أجمع عليه أهل السنة.

س: هل تفضلون أبا بكر وعمر وعثمان وعلي حسب ترتيبهم في الخلافة؟

جـ: نعم ولكن في ذات الوقت لا نفضلهم في المنزلة على أحد بل نعتقد أن عليا أعلى منهم وذلك عملا بكلام الرسول حيث قال في حجة الوداع


(١) سورة المنافقون الآية ١١