للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كذلك من ناحية من يخاطب ومن يخاطب فهو خطاب في الواقع من الكافة إلى الكافة.

كل إنسان يستطيع هذا الخطاب وكل إنسان يفهم هذا الخطاب وبهذا الخطاب فتحت القلوب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

ولنأخذ مثلا أول:

حيث داهم أعرابي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو نائم فرفع عليه السيف وقال له من يمنعك مني؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الله فسقط السيف فأمسك به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال له من يمنعك مني. . فقال لا أحد. . ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - صفح عنه فدخل الإسلام (١).

ولنأخذ مثلا ثانيا:

يوم فتح مكة حين قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهم الذين آذوه وأخرجوه من بلده «ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء (٢)».

ولنأخذ مثلا ثالثا:

أسلوب يوسف عليه السلام مع إخوته الذين ألقوا به في الجب قال: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} (٣).

ثم لنعلم بعد ذلك:

أنه بهذا الأسلوب فتحت على المسلمين مساحات من الأرض أكثر مما فتحت بحد السيف، إن السيف يطيح برءوس الطغاة، أما السلوك والأخلاق فتفتح قلوب الناس.


(١) واسمه: غوث بن الحارث، صحيح البخاري ٥/ ١٤٦ - ١٤٧، ٤/ ٤٧ - ٤٨. طبعة مصطفى الحلبي. سنة ١٣٤٥ هـ.
(٢) سيرة ابن هشام ٤/ ٣٢ مراجعة محمد محيي الدين عبد الحميد.
(٣) سورة يوسف الآية ٩٢