للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحبيس فعيل بمعنى مفعول أي محبوس على ما قصد له لا يجوز التصرف فيه لغير ما صير له (١).

واحتبست فرسا في سبيل الله أي وقفت، فهو محتبس وحبيس و (الحبس) بالضم ما وقفت (٢).

وسمي الموقوف (وقفا) من باب إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول، ولهذا جمع على (أفعال) تقول: (وقف) و (أوقاف) كوقت وأوقات.

وأما الوقف بمعنى المنع فلأن الواقف يمنع التصرف في الموقوف فإن مقتضى المنع أن تحول بين الرجل وبين الشيء الذي يريده، وهو خلاف الإعطاء، ويقال هو تحجير الشيء، من منعه فامتنع منه وتمنع (٣).

وأصل (وقف) يطلق على الوقوف خلاف الجلوس من وقف بالمكان وقوفا فهو واقف، ويقال: وقفت الدابة تقف وقوفا، ووقفتها أنا أي جعلتها تقف (٤).

ويقال: وقفت على ما عند فلان أي تبينته وفهمته قال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ} (٥) الآية ٢٧ من سورة الأنعام. ووقفته على ذنبه أي أطلعته عليه.

ورجل وقاف أي متأن غير عجل، قال الشاعر:

وقفتني بين شك وشبهة ... وما كنت وقافا على الشبهات

وفي الحديث: «وكان وقافا عند كتاب الله (٦)».

وواقفه مواقفة ووقافا، وقف معه في حرب أو خصومة وتوقيف الناس في الحج وقوفهم بالمواقف واستوقفته سألته الوقوف (٧).


(١) انظر لسان العرب (٦/ ٤٤)، القاموس المحيط (٢/ ٢٠٥).
(٢) انظر الصحاح للجوهري (٣/ ٩١٥).
(٣) انظر لسان العرب (٨/ ٣٤٣).
(٤) انظر المرجع السابق (٩/ ٣٥٩)
(٥) سورة الأنعام الآية ٢٧
(٦) أخرجه البخاري في كتاب التفسير، سورة الأعراف باب خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين، وفي كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي باب قوله (وأمرهم شورى بينهم).
(٧) انظر الصحاح للجوهري (٣/ ٩١٥ - ٤/ ١٤٤)، لسان العرب (٦/ ٤٤ - ٩/ ٣٥٩)، القاموس المحيط (٢/ ٢٠٥)