ذلك سارع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتغيير خط سيره ومال بمن معه ذات اليمين، ثم أمر بالنزول فجمع أصحابه. . فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال.
«أما بعد: فإنه بلغني أن قريشا قد جمعت جموعها تريد أن تصدنا عن البيت فأشيروا علي بما ترون. .! أترون أن نعمد إلى الرأس - يريد أهل مكة - أو نعمد إلى الذين أعانوهم فنخالفهم إلى منازلهم فإن جلسوا جلسوا موتورين مهزومين وإن طلبونا طلبوا طلبا مدانيا ضعيفا فأخزاهم الله (١)».
فقام أبو بكر وقال: نرى يا رسول الله أن نعمد إلى الرأس فإن الله - جل ثناؤه - ناصرك وإن الله معينك ومظهرك.
(١) صحيح البخاري الشروط (٢٧٣٤)، سنن أبو داود الجهاد (٢٧٦٥)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٣٣٢).