للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولأن موت الرجال بمشيئة الله تعالى وقدرته- أكثر من موت النساء، فالرجال هم وقود المعارك العسكرية، وتلتهم الحروب عددا كبيرا منهم. هذا بالإضافة إلى تعرض الرجال للحوادث بشكل أكثر من النساء، فهم يخرجون للكسب وطلب الرزق وينتقلون من أجل ذلك من مكان إلى آخر، ويبذلون كل ما في وسعهم من جهد للحصول على لقمة العيش، الأمر الذي يجعلهم أكثر قابلية للمرض والموت هذا في الوقت الذي يكون فيه النساء في بيوتهن.

ويترتب على ما سبق أن ذكرناه آنفا وجود فارق بين نسبة الإناث ونسبة الذكور، ومن ثم يكون تعدد الزوجات هو العلاج الناجح لهذا الفارق. وقد أظهرت الإحصائيات التي أجريت في أوربا عقب الحرب العالمية الثانية أن نسبة النساء هناك كانت تمثل آنذاك (٧) إلى (١) من نسبة الرجال أي أن كل رجل يقابله سبع نسوة، حيث كثر النساء في أوربا كثرة فاحشة عقب تلك الحروب التي ذهبت بالكثير من الرجال.

وجاء في الكتاب السنوي للأمم المتحدة عن تعداد السكان الصادر سنة ١٩٦٤م- ١٣٨٤هـ أن الإحصاءات أثبتت أن عدد النساء في الاتحاد السوفيتي يزيد على عدد الرجال بنحو عشرين مليون نسمة، ونحو مليوني نسمة في الولايات المتحدة الأمريكية، ونحو ثلاثة ملايين في ألمانيا الغربية (١).

ومما يضاعف المشكلة ويزيد الفرق أن بعض الرجال لا يتزوجون بسبب ظروف اقتصادية تتمثل في عدم قدرتهم على توفير النفقة اللازمة لفتح بيت وتكوين أسرة.

كما أن بعضهم يؤخر الزواج إلى سن متأخرة نسبيا من أجل تحسين مستواه المادي ليتمكن من الإنفاق على المرأة التي سيرتبط بها والأولاد الذين سيرزق بهم. وهذا على العكس من الفتيات اللاتي يكن مستعدات للزواج في سن مبكرة.


(١) محمد فتحي عثمان: الفكر الإسلامي والتطور، الكويت ١٣٨٨ هـ ص ٢٣٢.