للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليس من الصلاة، وليس له تعلق بها، بخلاف سجود التلاوة (١)، فإن سجد متعمدا بطلت صلاته، كما لو زاد فيها سجودا متعمدا (٢)، أو سجد فيها لسهو صلاة أخرى (٣)، وكما لو صلى فيها صلاة أخرى (٤).

وهذا القول هو مذهب الشافعية (٥)، وقال به أكثر الحنابلة (٦).

القول الثاني: أنه يستحب سجود الشكر في هذه الحالة، وهذا قول لبعض الحنابلة (٧)، وليس لهم دليل سوى القياس على سجود التلاوة (٨).

ويمكن أن يناقش دليلهم بأن ما ذكروه من القياس غير صحيح، لأنه قياس مع الفارق فإن سجود التلاوة سببه من أفعال الصلاة، وهو القراءة، أما سجود الشكر فسببه من خارج الصلاة (٩).

والراجح في هذه المسألة، هو القول الأول، لقوة دليله، ولأن القول الثاني قول شاذ، لا يستند إلى دليل من كتاب ولا سنة، وما ذكروه من القياس، فهو قياس غير صحيح كما سبق، والله أعلم.


(١) المغني ٢/ ٢٧٢، روضة الطالبين ١/ ٣٢٠، ص ١٥١، إعانة الطالبين ١/ ٢١٢.
(٢) الشرح الكبير لابن قدامة ١/ ٣٧٧، كشاف القناع ١/ ٤٠٥.
(٣) الكافي لابن قدامة ١/ ١٦٠.
(٤) المغني ٤/ ٦٨.
(٥) المجموع ٤/ ٦٨.
(٦) الإنصاف ٢/ ٢٠١، المبدع ٢/ ٣٤.
(٧) الإنصاف ٢/ ٢٠١، المبدع ٢/ ٣٤، الشرح الكبير ١/ ٣٧٧.
(٨) المبدع ٢/ ٣٤، الفروع ١/ ٥٠٥، الإنصاف ٢/ ٢٠١، سبل السلام ٢/ ٤١٥.
(٩) المبدع ٢/ ٣٤، شرح الوجيز ٤/ ٢٠٦، شرح المنتهى ١/ ٣٤٠، الإنصاف ٢/ ٢٠١.