للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال في مدارج السالكين وهو بصدد ذكره لأسماء الله وما تقتضيه (. . واسم البر المحسن المعطي المنان ونحوها تقتضي آثارها وموجباتها) (١).

وقال في طريق الهجرتين: (وإقرار قلوبنا بأن الله الذي لا إله إلا هو. . . وأنه حكيم كريم جواد محسن. . ولا أحد أحب إليه الإحسان منه فهو محسن يحب المحسنين. .) (٢).

وقال في نونيته الكافية الشافية (٣) وهو بصدد أسماء الله وصفاته:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... فالبر حينئذ له نوعان

وصف وفعل فهو بر محسن ... مولى الجميل ودائم الإحسان

وكذلك الوهاب من أسمائه ... فانظر مواهبه مدى الأزمان

ونقل القرطبي وابن حجر عن ابن حزم عده لأسماء الله الحسنى التي جمعها من القرآن والسنة، وكان من ضمن هذه الأسماء اسم المحسن ولما ساقها القرطبي نقلا عن ابن حزم قال: "وفاته الصادق. . إلخ) مما يشعر أن القرطبي مقر له فيما ذكر من أسماء، وكذلك كلام ابن حجر يشعر بأنه مقر له فيما ذكر في أسماء حيث علق على الأسماء التي نقلها عن ابن حزم بأن سبعة وستين اسما منها مأخوذة من القرآن وباقيها ملتقط من الأحاديث (٤).

ثم إني لم أقف على كلام ابن حزم المشار إليه في شيء من كتبه وذلك بعد التتبع الذي وقفت عليه في كتبه من قوله يخالف ما نقلاه عنه حيث قال في فصله: (فلا يحل أن يسمى الله -عز وجل- القديم ولا الحنان. . ولا المحسن. . ولا بشيء لم يسم به نفسه أصلا وإن كان في غاية المدح).


(١) المدارج. (١/ ٤١٦).
(٢) طريق الهجرتين. (ص: ١٢٠).
(٣) (ص: ١٥١).
(٤) انظر التلخيص الحبير لابن حجر (٤/ ١٧٣).