أهل الثقة والبصيرة في شئونهم؛ لأن الناس في حاجة إلى أن يعرفوا شئون دنياهم ويستعينوا بها على طاعة الله، وكل شيء ينفع المسلمين ويعينهم على حفظ دينهم، وحفظ كتاب ربهم وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام، ويعينهم على الإعداد للأعداء - فهو مهم، ومن التراث الذي يجب أن يحفظ ويعتنى به، والله يقول سبحانه:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}(١).
فالكتب التي ألفها الأقدمون من المسلمين أو ألفها غير المسلمين وتنفع المسلمين وتعينهم على الإعداد لعدوهم في شتى العلوم الدنيوية يعتنى بها أيضا إن كانت تنفع المسلمين وتعينهم على إعداد القوة والاجتهاد فيما ينفعهم في دينهم، ويقوي جندهم وجهادهم ضد عدوهم.
ومن أعظم ذلك العناية أيضا بأخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وسيرة أصحابه وسيرة أهل العلم حتى يقتدى بهم في الخير؛ لأن العلم المقصود منه العمل، علينا أن نعنى بالسلف الأخيار وعلى رأسهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في أخلاقه وسيرته، وقيامه، وصلاته، وغير ذلك، وسيرة أصحابه وأعمالهم الطيبة وغزواتهم وجهادهم وتعليمهم وإرشادهم وما كانوا عليه من بث العلم، ونشره، وحلقات العلم في المساجد وما كان عليه أهل العلم من النشاط في ذلك، والعناية بذلك حتى يتأسى الآخر بالأول، وحتى يلحق الآخر بالأول، بالعمل الصالح والعلم النافع