خرجه الحلواني على شرط الشيخين " أ. هـ. نص الرياض النضرة. فقد تعقب الزرقاني في شرح المواهب اللدنية للقسطلاني ج ١ ص ٣٥٩ قول المحب الطبري أن سند هذه الرواية على شرط الشيخين تعقبه قوله: " وفيه مغمز فالشيخان لم يخرجا لابن عائشة فلا يكون على شرطهما ولو صح الإسناد إليه " أ. هـ.
الثاني من أقوال العلماء في وقت إنشاد هذا النشيد " طلع البدر علينا " أن إماء أهل مكة قلنه في رجوعهم عند لقاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح وأن الوداع مراد بمكة، نقل ذلك القاضي عياض في " مشارق الأنوار على صحاح الآثار ج ١ ص ١٣٦ عن كتاب ابن المظفر وتعقبه القاضي عياض بأنه خلاف ما قاله غيره من أن نساء المدينة قلنه عند دخوله المدينة وقال: والأول أصح لذكر نساء الأنصار ذلك عند مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فدل أنه اسم قديم لها، وقال بينها وبين الحفياء ستة أميال أو سبعة عند ابن عقبة وخمسة أو ستة عند سفيان " أ. هـ. كلام القاضي عياض ونقله عنه نور الدين علي بن أحمد السمهودي في " وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى " ج ٢ ص ١١٧٠ - ١١٧١.
الثالث من الأقوال في تاريخ هذا النشيد " طلع البدر علينا " أنه عند مقدم خير الخلق - صلى الله عليه وسلم - المدينة من غزوة تبوك، وتقدم ما يدل على اختيار البيهقي هذا القول، وهو أنه قال بعد ذكر القول بأن هذا النشيد عند مقدمه - صلى الله عليه وسلم - المدينة مهاجرا قال: " هذا يذكره علماؤنا عند مقدمه المدينة وقد ذكرناه عنده إلا أنه إنما قدم المدينة من ثنيات الوداع عند مقدمه من تبوك والله أعلم ". أ. هـ. وإلى هذا القول قال الإمام ابن القيم في " زاد المعاد " قال: "«فلما دنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة راجعا من تبوك خرج الناس لتلقيه وخرج النساء والصبيان والولائد يقلن:
طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع
» وبعض الرواة يهم في هذا ويقول إنما كان ذلك عند مقدمه المدينة من مكة وهو وهم ظاهر لأن ثنيات الوداع إنما هي من جهة الشام لا يراها القادم من مكة إلى المدينة ولا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام " أ. هـ. كلام ابن القيم.