للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (١). وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (٢).

فالابتلاء والاختبار سنة من سنن الله سبحانه وتعالى في الكون والمجتمعات، والجزاء على الأعمال خيرها وشرها، ثوابا وعقابا، ورفع المحسنين بعضهم فوق بعض درجات بحسب فضلهم وسبقهم - أيضا - سنة من سنن الله تعالى في الكون والمجتمعات، يظهر ذلك في كثير من آيات القرآن الكريم حول المجتمعات السالفة والخالفة، فقد قال تعالى - مثلا - في فضل زكريا وأهله: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (٣).

كما شنع الله سبحانه وتعالى على بعض الأمم السالفة لإعراضهم عن هدى الله، وعدم مسارعتهم إلى الإيمان به فقال تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} (٤) {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} (٥) {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} (٦) {وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ} (٧) {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (٨).


(١) سورة الكهف الآية ٧
(٢) سورة الملك الآية ٢
(٣) سورة الأنبياء الآية ٩٠
(٤) سورة العنكبوت الآية ٣٦
(٥) سورة العنكبوت الآية ٣٧
(٦) سورة العنكبوت الآية ٣٨
(٧) سورة العنكبوت الآية ٣٩
(٨) سورة العنكبوت الآية ٤٠