للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لله وللرسول مهما كانت ظروفهم ومشاغلهم، وذلك لما في هذه الاستجابة من هدايتهم وصلاحهم وحياتهم حياة طيبة دنيا وآخرة، ونهاهم عن تأخير ذلك أو التباطؤ فيه لئلا يحول بينهم وبين المبادرة إلى الاستجابة حوائل أو يصرفهم عنها صوارف، فيتعرضون إلى عقاب الله أو لومه فيندمون أشد الندم وقد لا ينفعهم - حينئذ - الندم.

وقد جاء عن أبي سعيد بن المعلى - رضي الله عنه - أنه قال: «كنت أصلي فمر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعاني فلم آته حتى صليت، ثم أتيته فقال: " ما منعك أن تأتي؟ ألم يقل الله:. . . . (٢)» الحديث.

وهكذا فقد جاءت نصوص كثيرة من الكتاب والسنة تدعو إلى المبادرة والسبق إلى فعل الخيرات عموما، وأخرى تدعو إلى المبادرة إلى فعل أعمال مخصوصة بأعيانها.

فمن النصوص التي دعت إلى المبادرة إلى فعل الخيرات عموما:

أولا: من القرآن الكريم:

قوله تعالى:. . . {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (٣).

وقوله: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (٤).


(١) صحيح البخاري " التفسير " ٨/ ٣٠٧.
(٢) سورة الأنفال الآية ٢٤ (١) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ}
(٣) سورة البقرة الآية ١٤٨
(٤) سورة المائدة الآية ٤٨