للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأوس شيئا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غناء إلا قالت الخزرج: والله لا تذهبون بهذا فضلا علينا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي الإسلام، فلا ينتهون حتى يوقعوا مثلها، وإذا فعلت الخزرج شيئا قالت الأوس مثل ذلك، فقد قتلت الأوس كعب بن الأشرف في عداوته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت الخزرج: والله لا تذهبون بها فضلا علينا أبدا، فتذاكروا من رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العداوة كابن الأشرف؟ فذكروا ابن أبي الحقيق وهو بخيبر فاستأذنوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قتله فأذن لهم فذهبوا إليه فقتلوه. . . " (١).

وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لأسماء بنت عميس - رضي الله عنها - وقد قدمت مع من قدم من الحبشة في السفينة -: «آلحبشية هذه؟ آلبحرية هذه؟ فقالت: نعم. فقال عمر: سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكم فغضبت. . . وقالت: وأيم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . . فلما أخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أصحاب السفينة هجرتان، قالت أسماء: فلقد رأيت أبا موسى، وأصحاب السفينة يأتونني أرسالا يسألونني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم (٢)» -.

وهكذا لا يخفى ما في هذا الخبر من حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على السبق والمبادرة والتنافس في أمور الآخرة، كما لا يخفى ما أصاب هذه الصحابية - عندما قال لها عمر: سبقناكم. . . - من غضب


(١) سيرة ابن هشام (مجلد ٢ ص ٢٧٣ - ٢٧٥).
(٢) صحيح البخاري " المغازي " (٧/ ٤٨٤)، صحيح مسلم " فضائل الصحابة " (٤/ ١٩٤٦).