للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله: جئت لأتبعك وأصيب معك، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تؤمن بالله ورسوله؟ قال: لا، قال: فارجع فلن أستعين بمشرك. قالت: ثم مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان بالبيداء أدركه ذلك الرجل فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تؤمن بالله ورسوله؟ قال: نعم قال: فانطلق (١)» متفق عليه. ورواه الجوزجاني وروى الإمام أحمد بإسناده عن عبد الرحمن بن خبيب قال: «أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يريد غزوة أنا ورجل من قومي ولم نسلم، فقلنا: إنا لنستحي أن يشهد قومنا مشهدا لا نشهده معهم، قال: فأسلمتما؟ قلنا: لا، قال: فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين (٢)» قال ابن المنذر: والذي ذكر أنه استعان بهم غير ثابت. . اهـ.

وقال الحافظ في التخليص بعد ما ذكر الأحاديث الواردة في جواز الاستعانة بالمشركين والأحاديث المانعة من ذلك ما نصه: ويجمع بينه - يعني حديث عائشة - وبين الذي قبله - يعني حديث صفوان بن أمية - ومرسل الزهري بأوجه ذكرها المصنف، منها: وذكره البيهقي عن نص الشافعي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تفرس فيه الرغبة في الإسلام فرده رجاء أن يسلم، فصدق ظنه، وفيه نظر، من جهة التنكير في سياق النفي. ومنها: أن الأمر فيه إلى رأي الإمام، وفيه النظر بعينه، ومنها: أن الاستعانة كانت ممنوعة ثم رخص فيها، وهذا أقربها وعليه نص الشافعي.

وقال في الفروع ج ٦ ص ٢٠٥ ما نصه: ويكره أن يستعين بكافر


(١) صحيح مسلم الجهاد والسير (١٨١٧)، سنن الترمذي السير (١٥٥٨)، سنن أبو داود الجهاد (٢٧٣٢)، سنن ابن ماجه الجهاد (٢٨٣٢)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ١٤٩)، سنن الدارمي السير (٢٤٩٦).
(٢) مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٤٥٤).