للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أكتشف بعد ذلك أنني كنت مخطئا، دلوني لو تكرمتم.

جـ: المشروع لك يا أخي أن تجتهد في حفظ ما تيسر من كتاب الله، وأن تقرأ على بعض الإخوة الطيبين في المدارس، أو في المساجد، أو في البيت وتحرص على ذلك حتى يصححوا لك قراءتك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه (١)» رواه البخاري رحمه الله في صحيحه، فخيار الناس هم أهل القرآن الذين تعلموه، وعلموه الناس، وعملوا به.

ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه: «أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان فيأتي بناقتين عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم فقالوا: يا رسول الله كلنا يحب ذلك فقال عليه الصلاة والسلام: " لأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهن من الإبل (٢)» أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

وهذا يبين لنا فضل تعلم القرآن الكريم، فأنت يا أخي عليك بتعلم القرآن على الإخوان المعروفين بإجادة قراءة القرآن حتى تستفيد وتقرأ قراءة صحيحة.

أما ما يعرض لك من النسيان فلا حرج عليك في ذلك، فكل إنسان ينسى كما قال عليه الصلاة والسلام: «إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون (٣)» وسمع قارئا يقرأ فقال صلى الله عليه وسلم: «رحم الله فلانا لقد أذكرني آية كذا كنت قد أسقطتها (أنسيتها) (٤)»، والمقصود أن الإنسان قد ينسى بعض الآيات ثم يذكر أو يذكره غيره، والأفضل أن يقول: (نسيت) بضم النون وتشديد السين، أو أنسيت لما ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقولن أحدكم نسيت


(١) صحيح البخاري فضائل القرآن (٥٠٢٧)، سنن الترمذي فضائل القرآن (٢٩٠٧)، سنن أبو داود الصلاة (١٤٥٢)، سنن ابن ماجه المقدمة (٢١١)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٦٩)، سنن الدارمي فضائل القرآن (٣٣٣٨).
(٢) صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٨٠٣)، سنن أبو داود الصلاة (١٤٥٦)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٥٤).
(٣) صحيح البخاري الصلاة (٤٠١)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٧٢)، سنن النسائي السهو (١٢٤٤)، سنن أبو داود الصلاة (١٠٢٠)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٢١١)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٣٧٩)، سنن الدارمي الصلاة (١٤٩٨).
(٤) صحيح البخاري فضائل القرآن (٥٠٣٨)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٨٨)، سنن أبو داود الصلاة (١٣٣١)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٦٢).