للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن هذا المنطلق أدرك سلف الأمة عظم الأمانة التي حملهم الله إياها لتبليغ العلم من ناحية وخطر البدعة على السنة من ناحية. فألفوا الكتب وجمعوا المصنفات ليذبوا عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، حتى إن بعضهم اعتبر الرد على أهل البدع أفضل من الجهاد، فيقول يحيى بن يحيى التيمي: (الذب عن السنة أفضل من الجهاد) (١). . اهـ.

واعتبر البعض الآخر أن الرد على أهل البدع هو من الجهاد فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية (الراد على أهل البدع مجاهد) (٢). اهـ.

ولقد كان لأئمة الدعوة السلفية في الجزيرة العربية دور بارز ومجال واسع في الرد على أهل البدع وكشف شبهاتهم وضلالاتهم للناس ونشر العقيدة السلفية في أوساطهم.

وممن كان له دور بارز في هذا المجال العلامة العالم الرباني الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله. فلقد وفقني الله عز وجل بمنه وكرمه أن أقف على نسخة خطية من إحدى رسائل الشيخ للرد على أحد هؤلاء المبتدعة الضلال، فقمت بتحقيقها حسب الوسع والطاقة. فما كان في عملي هذا من توفيق وسداد فهو من الله وحده، وما كان فيه من خطأ فهو من نفسي والشيطان.

وفي الختام أشكر الله عز وجل المان بكل خير، ثم أشكر كل من ساعدني ووجهني لإخراج تلك الرسالة وأخص منهم فضيلة الشيخ إسماعيل بن عتيق الذي تفضل مشكورا بإعارتي هذه


(١) مجموع الفتاوى (ج٤/ ١٣).
(٢) مجموع الفتاوى (ج٤/ ١٣).