للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ} (١) (٢) ويطلق ويراد به (٣) الإخبار بما سيقع مما قدر كقوله: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ} (٤).

أخبرهم في كتابهم أنهم يفسدون في الأرض مرتين. ويطلق ويراد به الأمر والوصية كما قال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (٥) أي أمر ووصى ويطلق ويراد به الحكم كقوله: {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ} (٦) ويطلق ويراد به القدر ونحو ذلك.

وأما ما زعمه (٧) من أن الأدلة الدالة على استواء الله، على عرشه لا تمنع أن يكون مستويا على غيره فالجواب أن نقول: -

قد أجمع أهل السنة والجماعة قديما وحديثا على أنه لا يجوز أن يوصف الله (٨) بما لم يصف به نفسه ولا وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن وصفه بغير ما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فهو جهمي ضال مضل يقول على الله بلا علم.


(١) سورة سبأ الآية ١٤
(٢) في المطبوعة (م). زيادة كلمة الآية.
(٣) في المطبوعة (ح): " بها ".
(٤) سورة الإسراء الآية ٤
(٥) سورة الإسراء الآية ٢٣
(٦) سورة الزمر الآية ٧٥
(٧) في الأصل: (وأما زعمه)، والمثبت من (د)، (ح) وفي المطبوعة (م) (وأما ما تزعمه).
(٨) في المطبوعة (ح): " بما لا يصف ".