للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مخلوقاته وبما أظهره لهم من عظيم قدرته وبما أسبغه عليهم من عظيم نعمه فعبدوا ربا أحدا صمدا إلها واحدا، وهو الله الذي الألوهية وصفه، فالخلق خلقه والملك ملكه لا شريك له في ألوهيته ولا في ربوبيته ولا في ملكه تعالى وتقدس {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (١) {مَلِكِ النَّاسِ} (٢) {إِلَهِ النَّاسِ} (٣) فنزهوه (٤) عما تنزه عنه وعن كل ما فيه عيب ونقص وعن كل ما وصفته (٥) به الجهمية وأهل البدع مما لا يليق بجلاله وعظمته، فعظموه من صفات الكمال وصاروا إنما يعبدون عدما، لأنهم وصفوه بما ينافي الكمال ويوقع في النقص العظيم فشبهوه بالناقصات تارة وبالمعدوم تارة فهم أهل التشبيه كما عرفت من حالهم وضلالهم ومن جهلهم.

وأما ما أورده هذا الجهمي الجاهل من آيات العلم كقوله {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (٦) وقوله {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} (٧) فلا منافاة بين استوائه على عرشه وإحاطة علمه بخلقه والسياق يدل على ذلك.

أما الآية الأولى فهي مسبوقة بقوله تعالى:


(١) سورة الناس الآية ١
(٢) سورة الناس الآية ٢
(٣) سورة الناس الآية ٣
(٤) في المطبوعة (م ود) ونزهوه.
(٥) (به) ليست في المطبوعة (م).
(٦) سورة الحديد الآية ٤
(٧) سورة المجادلة الآية ٧