الآيات (النور: ٦ - ٩) ففرج عن هلال ما كان فيه من الضيق والحرج، ودفع عنه حد القذف، وحل مشكلته مع زوجته بتشريع اللعان بينهما سترا عليهما لعدم قيام البينة على أحدهما، مما تقدم يتضح أن بعض آيات القرآن الكريم نزلت للإجابة على سؤال أو حل مشكلة أو بيان حكم حادثة، فكان ذلك سببا لنزولها، فمعرفة سبب النزول له أهمية كبيرة نجملها فيما يلي: -
١ - فهم معنى الآية، ومعرفة المراد منها وإزالة الإشكال الوارد عليها.
٢ - إبراز الحكمة التي قصدها الشارع من الحكم.
٣ - معرفة تاريخ التشريع والأحوال الاجتماعية السائدة حين نزول الأحكام التشريعية، والتدرج في تشريع بعض الأحكام لطفا بالعباد ومراعاة لتأصل بعض العادات في النفوس.
٤ - مبادرة الشارع إلى حل المشاكل التي ضاق أصحابها بها ذرعا، فيأتي الفرج الإلهي بعد الشدة، فيكون لهذا أثر طيب في النفوس.
٥ - معرفة الأحداث التاريخية التي حدثت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم من جهاده وأعماله ومواقف المؤمنين بدعوته والجاحدين لها، فهي مصدر هام من مصادر السيرة النبوية.
٦ - معرفة أسباب النزول تيسر حفظ الآية وتثبتها في الذهن لارتباط الأسباب بمسبباتها، والأحكام بالحوادث، والحوادث بالأشخاص والأزمان والأماكن التي حدثت فيها، فمعرفة هذه تعين على استذكار الآية وانتقاشها في الذهن وفهم معناها، وهذا ما يسمى في علم النفس بتداعي المعاني حيث يذكر الإنسان الأشياء بذكر ما يقارنها.