فلما ظهرت اليد له من وراء الستر، وضع يده فيها وأمسكها بشدة، فصاحوا به يقولون: اتق الله الآن تخسف بك الأرض، والآن تقع عليك السماء، الآن ترسل عليك الصواعق فقال: دعوا هذا عنكم، فإن هذه اليد لا أحل يدي عنها، حتى أعلم أحقا ما تصنعون فيها أم باطلا؟
فلما رأوا إلحاحه لم يبق منهم إلا اثنان، وهرب الباقون، فأسرا إليه القول، وقالا: ما تبغي من ذلك، أصبوت عن دين آبائك؟ قال: لا، قالا: أتريد أن تحل رباطا منذ ألف سنة، أو نحوها، قال: لا، معاذ الله، ولكني أريد أن أقف على سر هذه اليد، قالا: هي يد أسقف دون الستر واقف، قال: أحب أن أراه، قالا: أنت وذاك. فكشفا الستر فرأى قسا مجرود الخدين، موقفا وراء الستر، فلما عاينه الرئيس أرسل يده وخرج إلى عسكره. فقال للرجل: ماذا تأمرني به الآن في ديني، بعدما عاينت الأمر بنفسك؟ فقال: رأيك خرجت منه ففهم الرجل وسكت (١).
وغير هذا من القصص التي هي من مهمة بابا نويل لترسيخها في الناشئة، وتأصيل مكانة القساوسة الذين يمثلهم بابا نويل حتى لا يكذبهم أحد، ولا يناقشهم مناقش، لأن تعاليمهم تقضي بالطاعة العمياء، والأخذ بدون نقاش.