للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما عدوها أساسا قويا من الأسس التي تبنى عليها قواعد النحو وقوانينه، شريطة أن تكون كل قراءة مهما كانت درجتها مطابقة لإحدى لغات العرب حتى لو كانت هذه اللغة أقل فصاحة من غيرها، فإذا جاءت قراءة ما غير مطابقة لأية لغة من لغاتهم فهي مرفوضة، لذلك قبل الأخفش جميع القراءات التي تطابقت مع لغات العرب وعدوها تراثا لا يمكن رده، من ذلك:

قراءة الجمهور "يرشدون" بفتح الياء وضم الشين وماضيه رشد بفتح الشين، وقراءة آخرين "يرشدون" بفتح الياء والشين، وماضيه رشد بكسر الشين، وقراءة غيرهم "يرشدون" بضم الياء وكسر الشين، وماضيه أرشد، وهي جميعا لغات (١).

قراءة بعضهم "الوقود" بفتح الواو بمعنى الحطب، وقراءة آخرين الوقود بضمها بمعنى المصدر وهو التوقد. قال الأخفش: الوقود بفتح الواو: الحطب والوقود بضمها الفعل، وقال أيضا: حكي أن بعض العرب يجعل الوقود والوقود جميعا بمعنى الحطب والمصدر، وذهب إلى أن الأول أكثر (٢).

قراءة يحيى بن يعمر وابن أبي إسحاق وأبي السمال "اشتروا" بكسر الواو لالتقاء الساكنين، كما يكسرون في غير هذا الموضع على الأصل عند التقائهما، وهو في الآية لغة شاذة، وضم الواو هو اللغة المطردة وعليه القراءة الأفشى (٣).

وقد رفض الأخفش (٤) قراءة "إن هذين لساحران" (٥) بالياء في "هذين" والألف في "ساحران" التي قرأ بها اللغويان النحويان أبو عمرو بن العلاء من السبعة وعيسى بن عمر، والتي قرأ بها أيضا الحسن البصري


(١) انظر العكبري، التبيان في إعراب القرآن ١: ١٥٣ - ١٥٤.
(٢) انظر أبا جعفر النحاس، إعراب القرآن ٢٠١: ١، وابن منظور، لسان العرب ١٩٤: ١.
(٣) انظر التبيان في إعراب القرآن ٣٢: ١، ومكي بن أبي طالب، مشكل إعراب القرآن ٢٦: ١.
(٤) انظر أبا جعفر النحاس، إعراب القرآن ٤٣: ٣.
(٥) من الآية ٦٣ من سورة طه، وهي مرسومة في المصحف "إن هذان لساحران".