للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الافتتاحية

حقيقة التوحيد والشرك (١)

سماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي العربي المكي ثم المدني، وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن الله عز وجل خلق الخلق ليعبدوه وحده لا شريك له، وأرسل الرسل لبيان هذه الحكمة، والدعوة إليها، وبيان تفصيلها وبيان ما يضادها، هكذا جاءت الكتب السماوية، وأرسلت الرسل البشرية من عند الله عز وجل للجن والإنس، وجعل الله سبحانه هذه الدار طريقا للآخرة، ومعبرا لها، فمن عمرها بطاعة الله وتوحيده واتباع رسله عليهم الصلاة والسلام انتقل من دار العمل وهي الدنيا إلى دار الجزاء وهي الآخرة، وصار إلى دار النعيم والحبرة والسرور، دار الكرامة والسعادة، دار لا يفنى نعيمها، ولا يموت أهلها، ولا تبلى ثيابهم، ولا يخلق شبابهم، بل في نعيم دائم، وصحة دائمة، وشباب مستمر، وحياة طيبة سعيدة، ونعيم لا ينفد، ينادى فيهم من عند الله عز وجل: «يا أهل الجنة إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا (٢)»


(١) محاضرة ألقيت في ندوة الجامع الكبير بالرياض بتاريخ ٣/ ٧ / ١٣٩٨هـ.
(٢) صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٣٧)، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٢٤٦)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٩٥)، سنن الدارمي الرقاق (٢٨٢٤).