للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعلم أنه سبحانه هو الإله الحق، والمستحق لأن يعبد ويطاع ويعظم لا إله غيره ولا رب سواه.

وإنما تختلف الشرائع كما قال سبحانه:. . . {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} (١) أما دين الله فهو واحد، وهو دين الإسلام، وهو إخلاص العبادة لله وحده، وإفراده بالعبادة: من دعاء، وخوف، ورجاء، وتوكل، ورغبة ورهبة، وصلاة وصوم وغير ذلك، كما قال سبحانه وبحمده: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (٢) أي: أمر ألا تعبدوا إلا إياه، وقال سبحانه: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (٣)، أخبر عباده بهذا ليقولوه وليعترفوا به. فعلمهم كيف يثنون عليه، فقال - عز من قائل -: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٤) {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (٥) {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (٦)، علمهم هذا الثناء العظيم، ثم قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} (٧) وجههم إلى هذا سبحانه وتعالى، فيثنوا عليه بما هو أهله من الحمد والاعتراف بأنه رب العالمين، والمحسن إليهم، ومربيهم بالنعم، وأنه الرحمن، وأنه الرحيم، وأنه مالك يوم الدين، وهذا كله حق لربنا - عز وجل -.

ثم قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (٨) إياك نعبد وحدك، وإياك نستعين وحدك، لا رب ولا معين سواك، فجميع ما يقع من العباد هو من الله، وهو الذي سخرهم وهو الذي هيأهم لذلك، وأعانهم على ذلك، وأعطاهم القوة على ذلك، ولهذا يقول - جل وعلا -: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (٩) فهو سبحانه المنعم، وهو المستعان والمعبود بالحق - جل وعلا -.


(١) سورة المائدة الآية ٤٨
(٢) سورة الإسراء الآية ٢٣
(٣) سورة الفاتحة الآية ٥
(٤) سورة الفاتحة الآية ٢
(٥) سورة الفاتحة الآية ٣
(٦) سورة الفاتحة الآية ٤
(٧) سورة الفاتحة الآية ٥
(٨) سورة الفاتحة الآية ٥
(٩) سورة النحل الآية ٥٣