للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ج١ - يجوز للمسافر سفر قصر أن يفطر في سفره سواء كان ماشيا أو راكبا وسواء كان ركوبه بالسيارة أو الطائرة أو غيرهما وسواء تعب في سفره تعبا لا يتحمل معه الصوم أو لو يتعب، اعتراه جوع وعطش أو لم يصبه شيء من ذلك؛ لأن الشرع أطلق الرخصة للمسافر سفر قصر في الفطر وقصر الصلاة ونحوهما من رخص السفر ولم يقيد ذلك بنوع من المركب، ولا بخشية التعب أو الجوع أو العطش، وقد كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسافرون معه في غزوه في شهر رمضان فمنهم من يصوم ومنهم من يفطر ولم يعب بعضهم على بعض لكن يتأكد على المسافر الفطر في شهر رمضان إذا شق عليه الصوم لشدة حر أو وعورة مسلك أو بعد شقة وتتابع سير مثلا، فعن أنس كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فصام بعض وأفطر بعض فتحزم المفطرون وعملوا وضعف الصائمون عن بعض العمل، فقال: " ذهب المفطرون اليوم بالأجر " وقد يجب الفطر في السفر لأمر طارئ يوجب ذلك كما في حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «سافرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة ونحن صيام قال: فنزلنا منزلا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم (١)». فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من افطر، ثم نزلنا منزلا آخر، فقال: «إنكم مصبحوا عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا " وكانت عزمة، فأفطرنا، ثم قال: لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك في السفر (٢)». رواه مسلم. وكما في حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فرأى رجلا قد اجتمع الناس عليه، وقد ظلل عليه فقال: " ماله؟ " قالوا: رجل صائم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ليس البر أن تصوموا في السفر (٣)». رواه مسلم.


(١) صحيح مسلم الصيام (١١٢٠)، سنن أبو داود الصوم (٢٤٠٦).
(٢) صحيح مسلم الصيام (١١٢٠)، سنن أبو داود الصوم (٢٤٠٦).
(٣) صحيح البخاري الصوم (١٩٤٦)، صحيح مسلم الصيام (١١١٥)، سنن النسائي الصيام (٢٢٥٨)، سنن أبو داود الصوم (٢٤٠٧)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣١٧)، سنن الدارمي الصوم (١٧٠٩).