أن أقنع نفسي بأن الكتب مغشوشة كما يقول الشيخ، وكما أنه يقول: إن الوهابية جماعة خارجة عن الإسلام مثل المشبهة والخوارج والمعتزلة، وأيضا في تلك الفترة كنت أذهب لجماعة السلفية وأتناظر معهم وأستدل بأحاديث يأتي بها الشيخ تتضح لي بعد ذلك أنها موضوعة، وكانوا دائما يفحموني ويخبروني بأني قريبا سأترك الشيخ إذا الله أراني طريق الحق، وبقيت مع هذا الشيخ ما يقرب ٦ أشهر قضيتها في حياة صوفية مشركة بالله والعياذ بالله، وفي كل درس كان يخبرنا عن أسياده، وعن كرامات الأولياء، وبعض كرامات منها علمه بالكشف، طبعا هو لا يتكلم عنها مباشرة إنما بطريق ملتوي، إلا أن اللبيب من الإشارة يفهم، وكنت مصدقه في كل ما يقول، حتى إن أصدقائي يحضرون لي أحاديث صحيحة مناقضة لكلامه، إلا أني أرفض وأخبرهم بأن الشيخ أعلم منهم.
ومرت الأيام، وفي إحدى الليالي وهي بالتحديد ليلة ١٥ شعبان ١٤٠١ هـ قال: يجب على كل واحد منكم أن يقلد الشيخ إذا كان واثقا به دون الاعتراض، والذي يريد الدليل فقد كان الصحابة ينفذون ما أمرهم به الله والرسول دون اعتراض، سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.
فعندما سمعت هذا القول منه فأثلج صدري وجسمي، مع أني كنت أفصد عرقا في تلك الليلة الحارة، ومنذ ذلك الحين ابتدأ الشك يساورني في حقيقة هذا الشيخ، وبعد هذا بيومين أي ١٧ شعبان ١٤٠١ هـ سافرت إلى المدينة، وبعدها إلى مكة المكرمة معتمرا، وهناك تعرفت على شاب سعودي يسمى عبد العزيز الصالح الطويان من بريدة فأخبرته عن حقيقتي وعن الشيخ، وبعدها أحضر لي كتبا لكتاب ردوا على الصوفية، وكذلك أحضر لي كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، فازداد شكي بالشيخ إلى أن تركته بعد أن