للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أسباب التوبة الضراعة إلى الله سبحانه وسؤاله الهداية والتوفيق، وأن يمن عليك بالتوبة وهو القائل سبحانه: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (١)، وهو القائل عز وجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (٢) الآية، ومن أسباب التوبة أيضا والاستقامة عليها صحبة الأخيار، والتأسي بهم في أعمالهم الصالحة، والبعد عن صحبة الأشرار، وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل (٣)»، وقال - عليه الصلاة والسلام -: «مثل الجليس الصالح كصاحب المسك؛ إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ومثل الجليس السوء كنافخ الكير؛ إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة (٤)».


(١) سورة غافر الآية ٦٠
(٢) سورة البقرة الآية ١٨٦
(٣) سنن الترمذي الزهد (٢٣٧٨)، سنن أبو داود الأدب (٤٨٣٣)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٣٤).
(٤) صحيح البخاري الذبائح والصيد (٥٥٣٤)، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٦٢٨)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٤٠٥).