للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غيرها، للآيات السابقة، ولقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (١)، وقوله - عز وجل -: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (٢) ولقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (٣)»، متفق على صحته من حديث عائشة - رضي الله عنها -، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (٤)»، أخرجه مسلم في صحيحه، وقوله - صلى الله عليه وسلم - في خطبة الجمعة: «أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة (٥)»، أخرجه مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. وصلاة الفاتح هي الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - كما ذكروا، ولكن صيغة لفظها لم ترو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قالوا فيها: " اللهم صل وسلم على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، والناصر الحق بالحق ". وهذا اللفظ لم ترد به الإجابة الصحيحة التي يبين فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - صفة الصلاة عليه لما سأله الصحابة عن ذلك، فالمشروع للأمة الإسلامية أن يصلوا عليه - عليه الصلاة والسلام - بالصيغة التي شرعها لهم وعلمهم إياها دون ما أحدثوه، من ذلك ما ثبت في الصحيحين عن كعب بن عجرة - رضي الله عنه - أن الصحابة - رضي الله عنهم - قالوا: «يا رسول الله أمرنا الله أن نصلي عليك، فكيف نصلي عليك؟ فقال - عليه الصلاة والسلام -: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد


(١) سورة الأحزاب الآية ٢١
(٢) سورة التوبة الآية ١٠٠
(٣) صحيح البخاري الصلح (٢٦٩٧)، صحيح مسلم الأقضية (١٧١٨)، سنن أبو داود السنة (٤٦٠٦)، سنن ابن ماجه المقدمة (١٤)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٢٥٦).
(٤) صحيح مسلم الأقضية (١٧١٨)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ١٨٠).
(٥) صحيح مسلم الجمعة (٨٦٧)، سنن النسائي صلاة العيدين (١٥٧٨)، سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (٢٩٥٤)، سنن ابن ماجه المقدمة (٤٥)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٧١)، سنن الدارمي المقدمة (٢٠٦).