فلما رأيت أن حديث: «كل أمر ذي بال لا يفتتح بحمد الله فهو أقطع (١)» الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - وكعب بن مالك - رضي الله عنه - من الأحاديث المهمة المشهورة، يذكره أكثر العلماء في كتبهم، سواء كتب الفقه، أو الأصول، أو الحديث، أو التفسير، حتى كتب اللغة، ويستشهدون به، ويفتتحون كتبهم بالبسملة والحمدلة أو بأحدهما، مستندين إلى هذا الحديث، راجين حصول البركة، وخائفين من بتر البركة وقلتها عند إهمالهما أو أحدهما.
ورأيت العمل الفعلي بالحديث واحتجاجهم به مستمرا من قديم الزمان، بجانب الاختلاف في حكمه بين العلماء، حيث صححه بعضهم، وحسنه بعضهم، وضعفه بعض آخر، كما اختلف الرواة في سياقه، وألفاظه، وفي وصله وإرساله، فمنهم: من رجح المرسل، ومنهم من رجح المسند، وحاول بعضهم الجمع والتوفيق بين ألفاظه المختلفة، وقام بعضهم بجمع طرقه ودراسته.
(١) سنن أبو داود الأدب (٤٨٤٠)، سنن ابن ماجه النكاح (١٨٩٤).