للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تكن متحدة المعنى تماما، وأن لا تعارض بينها ولا اضطراب؛ لإمكان الجمع بينها كما عرفت، ولعدم تعادل الطرق كما سيأتي، فقول الشيخ الألباني: (ومما يدلك على ضعفه - زيادة على ما تقدم - اضطرابه في متن الحديث، فهو تارة يقول: " أقطع "، وتارة: " أبتر "، وتارة: " أجذم "، وتارة بذكر: " الحمد " وآخر يقول: " بذكر الله ") (١).

لعله لا يقصد الاضطراب الاصطلاحي عند المحدثين - والله أعلم - لأنه لا ينطبق على هذا الحديث - كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى - حقيقة حسب فهمي، وكذا قوله: (وجملة القول: أن الحديث ضعيف؛ لاضطراب الرواة فيه على الزهري، وكل من رواه عنه موصولا ضعيف، أو السند إليه ضعيف، والصحيح عنه مرسلا كما تقدم عن الدارقطني وغيره، والله أعلم) اهـ (٢).

قبل أن أدخل في تفصيل حكم الحديث وبيان أقوال العلماء في درجته أوضح مفهوم الاضطراب عند المحدثين: قال الحافظ ابن حجر: (ثم المخالفة إن كانت بزيادة راو فالمزيد في متصل الأسانيد، أو بإبداله ولا مرجح، فالمضطرب، أي بإبدال الراوي، ولا مرجح لإحدى الروايتين على الأخرى، فهذا هو المضطرب، وهو يقع في الإسناد غالبا، وقد يقع في المتن لكن قل


(١) انظر إرواء الغليل ١/ ١٣.
(٢) انظر إرواء الغليل ١/ ٣٢.