للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال سبحانه:. . . {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} (١) الآية. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (٢)، وقال الله - جل وعلا -: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (٣) {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ} (٤) إلى أن قال سبحانه: {وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٥) وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إياكم والدخول على النساء - يعني الأجنبيات - قال رجال من الأنصار: (أفرأيت الحمو) قال الحمو الموت (٦)»، ونهى الإسلام عن الخلوة بالمرأة الأجنبية على الإطلاق إلا مع ذي محرم، وعن السفر إلا مع ذي محرم، سدا لذريعة الفساد، وإغلاقا لباب الإثم، وحسما لأسباب الشر، وحماية للنوعين من مكايد الشيطان، ولهذا صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء (٧)»، وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء (٨)»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما (٩)». وهذه الآيات والأحاديث صريحة الدلالة في وجوب القرار في البيت، والابتعاد عن


(١) سورة الأحزاب الآية ٥٣
(٢) سورة الأحزاب الآية ٥٩
(٣) سورة النور الآية ٣٠
(٤) سورة النور الآية ٣١
(٥) سورة النور الآية ٣١
(٦) صحيح البخاري النكاح (٥٢٣٢)، صحيح مسلم السلام (٢١٧٢)، سنن الترمذي الرضاع (١١٧١)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٤٩)، سنن الدارمي الاستئذان (٢٦٤٢).
(٧) صحيح البخاري النكاح (٥٠٩٦)، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٧٤١)، سنن الترمذي الأدب (٢٧٨٠)، سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٩٨)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٢١٠).
(٨) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٧٤٢)، سنن ابن ماجه الفتن (٤٠٠٠)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٢٢).
(٩) سنن الترمذي الفتن (٢١٦٥)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ١٨).