للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

احتمل، إنسان بين أربع حوائط تنتقل معي أينما أذهب وحرب نفسية كل يوم تكون مكانها داخل عقلي وجسدي، وإنني مسكت نفسي عن فعل الخطيئة وعن طريق الشيطان ولكني لم أعد أخشى ما أخشاه أن يلعب الشيطان بي فتمتد يدي للمال الحرام أو أقدم لعمل حرام مثل الزنا والعياذ بالله، وكنت دائما أتمنى أن أموت إنسانا شريفا نظيفا لذا قررت الانتحار وفضلت الموت على أن أعيش وتأتي لحظة أفعل فيها ما يغضب الله - فهل هذا العمل حلال أم يجوز أم حرام، والله يعلم أن هذا من أجله سبحانه وتعالى. وجزاكم الله خيرا ورعاكم الله وسدد خطاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. . وأرجو الله أن يكون رد فضيلتكم بعيدا عن العاطفة وأن يكون تبعا لما جاء به الله سبحانه وتعالى ولما جاء في سنة حبيبه المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:

ج: لا يجوز لك الإقدام على جريمة الانتحار؛ لأن قتل النفس محرم وكبيرة من كبار الذنوب، قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (١) وثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام (٢)»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من قتل نفسه في شيء عذب به يوم القيامة (٣)» متفق عليه.

وما وقع في نفسك من تفضيل أن يأتيك الموت وأنت لم تفعل ما يغضب الله على بقائك في الحياة بأن ذلك من وسوسة الشيطان، فيجب


(١) سورة النساء الآية ٢٩
(٢) أحمد٣/ ٤٢٦ و ٤٩٨، والبخاري برقم ٦٧ و١٠٥ و ١٧٤١ و ٤٤٠٦ و ٤٦٦٢ و ٥٥٥٠ و٧٠٧٨ و ٧٤٤٧، ومسلم برقم ١٦٧٩، والترمذي برقم ٢١٦٠، وابن ماجة برقم ٣٠٩١.
(٣) أحمد ٤/ ٣٣، والبخاري برقم ٦٦٥٢، ومسلم برقم١٤٠، وأبو داود برقم ٣٢٥٧، والترمذي برقم ٢٦٣٨، والنسائي في المجتبى ٧/ ٥ و ٦.