للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ} (١).

وأما النافخ في الصور فلم أقف على آية أو حديث صحيح يذكر فيه اسم النافخ صراحة باسمه، ولكن الوارد في الأحاديث الصحيحة أن النافخ في الصور واحد لا اثنان، كما ورد بذلك أحاديث لا تصح بأن هناك ملكين موكلان بالصور ينتظران متى يؤمران فينفخان. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن طرف صاحب الصور من وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان (٢)».

ففي هذا الحديث دلالة واضحة على أن النافخ في الصور واحد ولم يذكر باسمه، إلا أن المشهور عند العلماء أن النافخ في الصور هو إسرافيل عليه السلام.

قال القرطبي: ((والصحيح في الصور أنه قرن من نور ينفخ فيه إسرافيل)) (٣). وقال: ((والأمم مجمعة على أن الذي ينفخ في الصور إسرافيل عليه السلام)) (٤).

وقال ابن حجر: ((اشتهر أن صاحب الصور إسرافيل عليه السلام)) (٥).


(١) سورة يس الآية ٥١
(٢) رواه الحاكم في المستدرك ٤/ ٥٥٩. وقال هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(٣) الجامع لأحكام القرآن ١٣/ ٢٣٩ دار إحياء التراث العربي.
(٤) الجامع لأحكام القرآن ٧/ ٢٠ دار إحياء التراث العربي.
(٥) فتح الباري ١١/ ٣٦٨.