للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما فيها، وتمد مد الأديم العكاظي، وتصير مستوية لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، وتبدل السماوات بذهاب شمسها وقمرها ونجومها، وحاصله يغير كل عما هو عليه في الدنيا، وأنشد:

وما الناس بالناس الذين عهدتهم ... ولا الدار بالدار التي كنت أعلم

القول الثاني: تغير الذات، قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: تبدل الأرض من فضة والسماء من ذهب. وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: تبدل الأرض أرضا بيضاء كأنها سبيكة فضة، لم يسفك فيها دم حرام، ولم يعمل فيها خطيئة. وقال محمد بن كعب القرظي وسعيد بن جبير: " تبدل الأرض خبزة بيضاء فيأكل المؤمن من تحت قدميه " (١). . قال ابن جرير الطبري - رحمه الله تعالى -: " وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معناه: يوم تبدل الأرض غير الأرض التي نحن عليها اليوم يوم القيامة غيرها، وكذلك السماوات اليوم تبدل غيرها، كما قال جل ثناؤه.

وجائز أن تكون المبدلة أرضا أخرى من فضة، وجائز أن تكون نارا، وجائز أن تكون خبزا، وجائز أن تكون غير ذلك، ولا خبر في ذلك عندنا من الوجه الذي يجب التسليم له أي ذلك يكون، فلا قول في ذلك يصح إلا ما دل عليه ظاهر التنزيل. .

ويؤيد ما قاله ابن جرير وغيره في اختيار الذات ما رواه ابن مسعود في الحديث المتقدم الذي رواه الحاكم وصححه، وما هو ظاهر الأحاديث.

وأرض المحشر تتصف بعدة صفات:

فعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يحشر


(١) روح المعاني ١٣/ ٢٥٤، ٢٥٥