للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذراعا (٢)». وفي رواية عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن العرق يوم القيامة ليذهب في الأرض سبعين باعا وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس، أو إلى آذانهم (٤)» يشك ثور أيهما قال، وفي هذا الحديث دلالة على أن العرق يذهب في الأرض أكثر من سبعين ذراعا، كما جاء في الحديث السابق، وذلك لكثرته، ولدنو الشمس، ولغلبة عدد الكفار على عدد المسلمين، قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: " ظاهر الحديث تعميم للناس بذلك، ولكن دلت الأحاديث الأخرى على أنه مخصوص بالبعض وهم الأكثر، ويستثنى الأنبياء والشهداء ومن شاء الله، فأشدهم في العرق الكفار، ثم أصحاب الكبائر، ثم من بعدهم، والمسلمون منهم قليل بالنسبة للكفار.

وعن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل. قال سليم: فوالله ما أدري ما يعني بالميل؟ أمسافة الأرض أم الميل الذي تكتحل به العين. قال: فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون


(١) رواه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق، باب ٤٧، حديث ٦٥٣٢.
(٢) (١)، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم
(٣) رواه مسلم في صحيحه كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ٦١، حديث ٢٨٦٣.
(٤) باع: الباع والبوع والبوع: مسافة ما بين الكفين إذا بسطتهما. لسان العرب مادة (بوع) ٨/ ٢١. (٣)