للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأصحاب الكبائر كقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا} (١)، وقال الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (٢)، وقوله تعالى: {وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} (٣) {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} (٤) وغيرها كثير (٥).

وجه الاستدلال: قالوا هذه النصوص فيها الوعيد بالتخليد لأصحاب الكبائر في النار ولا يخلد في النار إلا الكفار (٦).

الجواب: في الإجابة عن هذه النصوص أقوال منها.

الأول: أن المراد بالخلود لمستحل هذه الكبائر، والمستحل كافر إجماعا، والكافر مخلد (٧) لما روي عن ابن عباس في معنى قوله (متعمدا) أنه قال متعمدا: أي مستحلا لقتله فهذا يئول إلى الكفر إجماعا والكافر مخلد (٨)، وقال أبو السعود: ولا دليل في الآية على القول بخلود عصاة المؤمنين في النار لما قيل أنها في حق المستحل، كما هو رأي عكرمة وأحزابه، بدليل أنها نزلت في مقيس بن ضبابة الكناني المرتد. . . (٩)، وقال الطبري في قوله: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ} (١٠) قال: فإن قال


(١) سورة النساء الآية ١٤
(٢) سورة النساء الآية ٩٣
(٣) سورة الفرقان الآية ٦٨
(٤) سورة الفرقان الآية ٦٩
(٥) انظر: الفصل جـ ٤ صـ ٤٦، ولوامع الأنوار البهية جـ ١ صـ ٣٧٠.
(٦) انظر: لوامع الأنوار البهية جـ ١ صـ ٣٦٨، والفصل جـ ٤ صـ ٤٦.
(٧) لوامع الأنوار البهية جـ ١ صـ ٣٧٠.
(٨) انظر: تفسير القرطبي جـ ٥ صـ ٣٣٤.
(٩) تفسير أبي السعود جـ ٢ صـ ٢١٧.
(١٠) سورة النساء الآية ١٤