للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - حديث أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أتاني آت من ربي فأخبرني أو قال: بشرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. فقلت: وإن زنى وإن سرق ? قال: وإن زنى وإن سرق (١)» الحديث.

يقول النووي: وأما حكمه - صلى الله عليه وسلم - على من مات مشركا بدخول النار، ومن مات غير مشرك بدخوله الجنة: فقد أجمع عليه المسلمون، فأما دخول المشرك النار فهو على عمومه. . وأما دخول من مات غير مشرك الجنة فهو مقطوع له به لكن إن لم يكن صاحب كبيرة مات مصرا عليها دخل الجنة أولا، وإن كان صاحب كبيرة مات مصرا عليها فهو تحت المشيئة، فإن عفي عنه دخل أولا، وإلا عذب ثم أخرج من النار وخلد في الجنة، والله أعلم. وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: وإن زنى وإن سرق فهو حجة لمذهب أهل السنة أن أصحاب الكبائر لا يقطع لهم بالنار، وأنهم إن دخلوها أخرجوا منها وختم لهم بالخلود في الجنة (٢).

٣ - ما رواه عبادة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل (٣)».


(١) رواه البخاري في كتاب الرقاق باب ١٣ البخاري (مع الفتح) جـ ١١ صـ ٢٦٠ - ٢٦١. ومسلم في باب الدليل على أن من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. مسلم (مع شرح النووي) جـ ٢ صـ ٩٣ - ٩٤.
(٢) انظر: شرح النووي لصحيح مسلم جـ ٢ صـ ٩٧.
(٣) رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء باب ٤٧ حديث ٣٤٣٥ - ومسلم في كتاب الإيمان على أن من مات على التوحيد دخل الجنة، مسلم مع شرح النووي جـ ١ صـ ٢٢٦ - ٢٢٧.