للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كل من مات غير مشرك بالله تعالى لم يخلد في النار وإن كان مصرا على الكبائر (١).

وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يقول الله تعالى: أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان (٢)» الحديث.

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي (٣)».

فهذه الأحاديث وأمثالها تدل على ثبوت الشفاعة لأهل الكبائر، وأنه يخرج بها من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، ومرتكب الكبيرة معه إيمان فهي نائلته - إن شاء الله - وإذا كان كذلك فإنه لا يخلد في النار.

وعليه فإن مرتكب الكبيرة يدخل النار إذا لم يشأ الله المغفرة له خلافا للمرجئة لكنه لا يخلد فيها خلافا للخوارج.

وبذلك تتضح وسطية أهل السنة في هذه المسألة، والله أعلم.

هذا ما تيسر كتابته حول وسطية أهل السنة والجماعة في حكم مرتكب الكبيرة فأسأله تعالى أن يتقبل صوابه، ويتجاوز عن خطئه، إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


(١) انظر: شرح النووي لصحيح مسلم جـ ٣ صـ ٧٥.
(٢) رواه البخاري في الإيمان باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال حديث ٢٢. البخاري (مع الفتح) جـ ١ صـ ٧٢.
(٣) رواه أبو داود في سننه برقم ٤٧٣٩ في كتاب السنة، باب في الشفاعة جـ ٥ صـ ١٠٦ والترمذي في سننه برقم ٤٧٣٧ في صفة القيامة باب ما جاء في الشفاعة، وانظر: جامع الأصول حديث رقم ٨٠١٢.